يعد التضخم فقدان القوة الشرائية بمرور الوقت، مما يعني أن كمية النقود التي تمتلكها لن تشتري لك اليوم ما اشترته أمس. ويتم التعبير عن التضخم في علم الاقتصاد عادة بأنه التغيير السنوي في أسعار السلع والخدمات اليومية، مثل: الطعام والأثاث والملابس والنقل والألعاب.
وأشارت الكاتبة جينا سمياليك إلى أن أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة قفزت بنسبة 8.6% على مدار العام حتى مايو/أيار الماضي، وهو أسرع معدل زيادة في 4 عقود.
يُعتبر التضخم أحد أكثر المؤشرات تأثيرًا على حركة العملات في سوق الفوركس. فهو لا يؤثر فقط على القوة الشرائية للمستهلكين، بل يوجّه أيضًا قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، مما يخلق تذبذبات حادة في أزواج العملات.
سواء كنت متداولًا مبتدئًا أو خبيرًا، فإن فهم آلية تأثير التضخم على السوق يُعد خطوة حاسمة لبناء استراتيجية تداول ناجحة. في هذا المقال، سنكشف كيف يمكن لبيانات التضخم أن تُحدث الفارق في قراراتك، ولماذا يجب أن تراقبها عن كثب قبل فتح أي صفقة.
ما هو التضخم وكيف يؤثر على حياتنا اليومية؟
التضخم هو ارتفاع في المستوى العام لأسعار السلع والخدمات، ويعتبر الرقم القياسي لأسعار المستهلكين (CPI) هو المؤشر الأكثر شيوعاً واستخداماً، حيث يتتبع مستوى متوسط أسعار السلع والخدمات التي تستهلكها الأسرة، وبذلك فإن معدل تغير الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في المتوسط وبمرور الوقت يمثل التضخم.
ويتم قياس التضخم على أنه معدل النمو السنوي أو الشهري للرقم القياسي لأسعار المستهلكين.يراقب الاقتصاديون وصانعو السياسة عن كثب مقياسين أساسيين للتضخم في أميركا: مؤشر أسعار المستهلك، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي.
ويوضح مؤشر أسعار المستهلك مقدار ما يدفعه المستهلكون مقابل الأشياء التي يشترونها، مما يجعله أول لمحة واضحة عن الدولة لما فعله التضخم في الشهر السابق.
وتُستخدم البيانات أيضاً للتوصل إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي. ويتتبع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي -يصدر تقرير شهري عنه- التكلفة الفعلية للأشياء.
على سبيل المثال، تحسب تكلفة إجراءات الرعاية الصحية حتى عندما تساعد الحكومة والتأمين في دفعها. ويميل هذا المؤشر إلى أن يكون أقل تقلبا، وهو المؤشر الذي ينظر إليه الاحتياطي الفدرالي الأميركي عندما يحاول تحقيق تضخم بنسبة 2% في المتوسط بمرور الوقت.
وبدءً من أبريل/نيسان الماضي، ارتفع هذا المؤشر 6.3% مقارنة بالعام السابق؛ وهو أكثر من 3 أضعاف هدف البنك المركزي.
يؤثر التضخم بشكل مباشر على القوة الشرائية للعملة وعلى تكلفة المعيشة، لذلك يتطلب تحقيق توازن دقيق بين النمو الاقتصادي واستقرار الأسعار، حيث يمكن أن يؤدي التضخم المرتفع إلى تآكل مدخرات الأفراد وتقليل قدرتهم على شراء السلع والخدمات، بينما يمكن أن يشير التضخم المنخفض جداً إلى ضعف الطلب الاقتصادي.
أسباب التضخم: هل يمكن تفاديه أم هو أمر حتمي؟
1- المعروض النقدي
- يرجع التضخم الاقتصادي إلى زيادة المعروض النقدي عن النمو الاقتصادي.
- فكلما زاد المعروض النقدي وقررت الحكومة طبع المزيد من الأموال، قلت قيمة العملة، لأن ذلك يعني المزيد من الأموال مع وجود نفس الكمية من السلع.
- ويؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على السلع، وبالتالي ارتفاع الأسعار، وهو ما يُعرف بظاهرة ماهو التضخم.
2- الدين الوطني
- يؤدي الدين الوطني إلى التضخم، ويرجع ذلك إلى أن الحكومات لا يكون أمامها لسداد الدين الوطني سوى زيادة الضرائب، أو طبع المزيد من الأموال.
- عند زيادة الضرائب سوف تضطر الشركات إلى رفع أسعارها، لتعويض معدل الضرائب المفروض عليها، وبالتالي يحدث ماهو التضخم الاقتصادي.
- وفي الحالة الثانية المتعلقة بطباعة النقود، سوف يزيد المعروض النقدي، وبالتالي يحدث ماهو معنى التضخم.
3- التضخم الناتج عن ارتفاع الأجور
- كلما ازدادت أجور العمال، تمكن الأشخاص من إنفاق المزيد من الأموال على شراء السلع الاستهلاكية، مما يؤدي إلى زيادة الطلب.
- في هذه الحالة، قد تقوم الشركات برفع أسعار السلع لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وهذه ظاهرة معروفة ضمن أسباب التضخم .
- هناك أسباب أخرى لزيادة الطلب مثل انخفاض الضرائب على الدخل، مما يوفر دخلاً أكثر للمستهلكين ويحثهم على الإنفاق، أو سياسات التحفيز النقدي مثل خفض أسعار الفائدة التي تشجع القروض وارتفاع أسعار العقارات، وهي جميعاً تدخل ضمن أسباب التضخم.
4- التضخم الناشئ عن التكاليف
- عندما تواجه الشركات زيادة في أسعار المواد الخام التي تستخدمها في التصنيع، فإنها تنقل هذه الزيادة إلى المستهلك، حتى تحافظ على نسبة أرباحها، وهذا أحد أشكال ماهو التضخم المعروف بالتضخم التكالفي.
5- سعر الصرف
- يؤثر سعر صرف العملة على التضخم بشكل كبير، فكلما كانت قيمة العملة المحلية أقل من العملات الأجنبية، أصبحت السلع والبضائع المستوردة مرتفعة الثمن ومُكلفة للمستهلكين، وهي مثال واضح على ماهو معنى التضخم في الاقتصادات المفتوحة.
6- التضخم الناشئ عن السعي وراء الأرباح
- يحدث هذا النوع من التضخم حين ترفع الشركات أسعارها من أجل تحقيق أرباح أعلى، ويمكن تصنيفه كسبب غير تقليدي ولكنه مؤثر في أسباب التضخم الحديثة.
7- انخفاض الإنتاجية
- عندما تكون الشركات أقل إنتاجية، يقل المعروض من السلع وتزداد الأسعار، وهو ما يُعد أحد المصادر الرئيسية لحدوث التضخم.
8- زيادة الضرائب
حين تفرض الحكومة المزيد من الضرائب مثل ضريبة القيمة المضافة أو الرسوم الجمركية، فسوف يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع، وهو أحد الأمثلة الواقعية على أسباب التضخم.
في كثير من الدول التي تعاني من التضخم المرتفع، يتم تطبيق ما يُعرف بعلاوة تضخم، وهي زيادة في الرواتب أو التعويضات المالية لمواكبة ارتفاع الأسعار وحماية القوة الشرائية للأفراد.
يتم منح هذه العلاوة بشكل دوري من قبل الجهات الحكومية أو الخاصة، وتُعرف عملية تطبيقها باسم تقديم علاوة تضخم، وهي خطوة تهدف إلى تخفيف آثار ماهو التضخم الاقتصادي على المواطنين.
ما هو التضخم الاقتصادي: أنواعه وآثاره على الاقتصاد العالمي
التضخم الاقتصادي هو عبارة عن مؤشر لمدى سرعة ارتفاع أسعار السلع والخدمات في الاقتصاد خلال فترة زمنية معينة. ويُعتبر ماهو مفهوم التضخم سؤالاً محورياً لفهم كيفية تأثير هذا الظاهرة على الحياة اليومية.
التضخم يقيس مدى سرعة فقدان النقد لقوته الشرائية بسبب مجموعة من العوامل مثل:
- العوامل السياسية
- العوامل الاقتصادية
- العرض والطلب
- السياسات النقدية إضافة لعوامل أخرى.
كما تعد الزيادة في تكاليف الإنتاج وبعض السياسات النقدية مثل: التخفيضات الضريبية، انخفاض أسعار الفائدة، هي عوامل محتملة مسببة للتضخم. يمكن توضيح بعض النقاط الرئيسية حول التضخم الاقتصادي كما يلي:
- يقيس التضخم الاقتصادي مدى سرعة ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
- التضخم هو مقياس لمعدل ارتفاع أسعار السلع والخدمات في الاقتصاد.
- المؤشرات الأكثر استخداماً لقياس التضخم هي مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار الجملة.
يُصنَّف التضخم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- التضخم الناتج عن الطلب
- التضخم الناتج عن التكلفة
- التضخم المدمج
يمكن أن يحدث التضخم الاقتصادي عندما ترتفع الأسعار نتيجة الزيادات في تكاليف الإنتاج مثل المواد الخام والأجور. يمكن أن يؤدي ارتفاع الطلب على المنتجات والخدمات إلى التضخم الاقتصادي حيث يكون المستهلكون على استعداد لدفع المزيد مقابل المنتج.
كما تقوم بعض الشركات بفرض سعر أعلى على منتجاتها نتيجة لارتفاع الطلب على سلعها لتحقيق ربح أعلى، وهو ما يُعرف أيضاً بالتضخم الناتج عن الأرباح.
ولمواجهة آثار التضخم على الأفراد، خاصة في ظل ارتفاع معدلاته، يتم أحياناً منح ما يُعرف بدل التضخم، وهو تعويض مالي يُقدَّم للموظفين أو الفئات المجتمعية لحماية دخلهم من تراجع القوة الشرائية.
ويتم في كثير من الدول تطبيق ما يُسمى تقديم علاوة تضخم، وهي زيادة دورية في الرواتب أو التعويضات المالية ترتبط بمعدلات التضخم لتخفيف تأثيره على المستوى المعيشي للأفراد. وتُعد علاوة تضخم أداة مهمة في إدارة السياسات الاجتماعية والاقتصادية خلال فترات التغيرات الاقتصادية الصعبة.
كيف تحمي أموالك من آثار التضخم المتزايد؟
على الرغم من أن التضخم الحالي لا يدعو للقلق وفقاً لرأي بعض الاقتصاديين وغيرهم من الخبراء الماليين في أمريكا، إلا أن المتسوقين يستعدون لصدمة محتملة في الأسعار هذا الصيف.
ومن المهم هنا أن نفهم: ما هو معنى التضخم ؟
التضخم هو ارتفاع مستمر في أسعار السلع والخدمات بمرور الوقت، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة وتقليل القوة الشرائية. وفي علم الاقتصاد، تظهر العديد من الآليات التي تحاول التعامل مع آثار التضخم، ومن بينها ما يُعرف ببدل التضخم أو علاوة تضخم، وهي زيادة مالية تُقدم للموظفين أو المستثمرين كتعويض عن ارتفاع الأسعار.
وبعض الشركات تختار تقديم علاوة التضخم لموظفيها لحماية دخلهم الحقيقي من التأثر بالارتفاعات السعرية. ويرى المستثمر الأسطوري وارن بافيت أن هناك شيئين يمكن للناس القيام بهما للمساعدة في الحماية من التضخم.
1- استثمر في نفسك:
بالعودة إلى عام 2009، وفي نهاية الركود، قال بافيت في اجتماع المساهمين السنوي في Berkshire Hathaway إن أفضل الأشياء التي يمكن لأي شخص القيام بها للحماية من التضخم هي صقل مهاراته والعمل على أن يكون في قمة مستواه في مجاله. بعبارة أخرى، كونك بارعاً في ما تفعله سيضمن حصولك على حصتك العادلة بغض النظر عما يحدث مع قيمة الدولار.
“أفضل شيء تفعله هو الاستثمار في نفسك “، كما يقول بافيت.
2- امتلك جزءاً من شركة رائعة:
ويقول بافيت إن أفضل الطرق للحماية من التضخم هو امتلاك جزء من “شركة رائعة”، لأنه بغض النظر عما يحدث مع قيمة الدولار، سيظل منتج النشاط التجاري مطلوباً.
ويستخدم بافيت أحد استثماراته كمثال قائلًا: “إذا كنت تمتلك شركة Coca-Cola فستحصل على جزء من الأرباح، ولن يحدث فرق في أرباحك مهما اختلف السعر، لأن الناس سيظلون يدفعون مقابل المنتجات التي يحبونها”.
ولكن بدلاً من اختيار شركة واحدة للاستثمار فيها، فكر في الاستثمار في صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة بدلاً من ذلك، والتي تكون أقل خطورة بكثير.
ولطالما أوصى بافيت بأن يضع المستثمرون أموالهم في هذه الصناديق التي تحتفظ بكل سهم في المؤشر، مما يجعلها متنوعة تلقائياً.
يشمل مؤشر S&P 500، على سبيل المثال، شركات ذات أسماء كبيرة مثل Apple و Coca-Cola و Google.
وأخيرًا، إذا كنت تسأل: “ما هو معنى التضخم ؟”، فإنه يُشير إلى ارتفاع الأسعار العام على مدى فترة معينة، وهو أحد المفاهيم الأساسية في دراسة علم الاقتصاد .
وأخبر بافيت شبكة CNBC سابقاً أنه بالنسبة للأشخاص الذين يتطلعون إلى بناء مدخرات تقاعدهم، فإن صناديق المؤشرات المتنوعة “هي الأكثر منطقية من الناحية العملية طوال الوقت”.
هل ارتفاع الأسعار دائماً يعني وجود تضخم؟ شرح مبسط
ليس بالضرورة أن يعني ارتفاع الأسعار دائماً وجود تضخم، فالتضخم يُشير إلى ارتفاع عام ومستمر في مستوى أسعار السلع والخدمات في الاقتصاد ككل على مدى فترة زمنية، وليس مجرد زيادة سعر سلعة أو خدمة واحدة أو حتى مجموعة محدودة من السلع.
فمثلاً، إذا ارتفعت أسعار الفواكه بسبب ضعف المحصول نتيجة لظروف مناخية سيئة، فهذا لا يُعد تضخماً بقدر ما هو تغير مؤقت في سعر بعض السلع.
أما التضخم الحقيقي فيحدث عندما تزداد كمية النقود في السوق دون مقابل حقيقي من السلع والخدمات، أو بسبب ارتفاع التكاليف الإنتاجية على نطاق واسع، أو زيادة الطلب على السلع بشكل عام. لذلك، التفرقة بين الارتفاع العابر أو المحلي في الأسعار والتضخم المتسارع والممتد ضرورية لفهم الحالة الاقتصادية بدقة.
الخاتمة
في الختام، التضخم ظاهرة اقتصادية معقدة تؤثر على حياة الأفراد والدول، ولا يُمكن اعتبار كل ارتفاع في الأسعار مؤشرًا مباشرًا عليه. ففهم طبيعته وأسبابه وآثاره يُعد مفتاحًا لاتخاذ قرارات اقتصادية مدروسة، سواء من جانب الحكومات أو المستثمرين أو الأفراد العاديين.
ومن خلال السياسات الرشيدة والتوعية المالية، يمكن التخفيف من آثاره والتكيف مع تقلبات السوق.
الأسئلة المتداولة
عادةً ما يؤدي ارتفاع التضخم إلى تراجع قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، مما يزيد من سعر الصرف.
التضخم هو ارتفاع عام ومستمر في مستوى الأسعار في الاقتصاد، مما يؤدي إلى تراجع القدرة الشرائية للنقود.
يمكن أن يُضعف التضخم الاقتصاد عبر تقليل القدرة الشرائية، زيادة تكاليف الاقتراض، واضطراب التخطيط المالي والاستثماري.
تتم مكافحته عبر سياسات نقدية ومالية صارمة مثل رفع أسعار الفائدة وتقليل الإنفاق الحكومي والتحكم في عرض النقد.
أرسل تعليقاتك
(الرد)
يرجى أن تضع في اعتبارك تجنب الكلمات الرئيسية المسيئة وكذلك المعلومات المزيفة.
كن أول من يعلق.